أيهما أكثر كفاءة في زراعة الأعضاء أم الخلايا الجذعية الجنينية أم البالغة؟

 

 Author is licensed underCC BY    

تختلف الأمراض التي تصيب الإنسان على مر العصور وتتطور بلهجة ملحوظة. في الوقت الحاضر، عرف الناس ما يمكن أن يفعله المرض في العالم بأسره من خلال جائحة فيروس كورونا. كان ذلك سهلاً مقارنة بالملايين الأخرى من الأمراض والاصابات التي يمكن أن تؤثر على نوعية حياة الناس. لهذا السبب يحاول الباحثون جاهدين إيجاد حلول للأمراض الخطيرة التي تؤدي إلى الموت المحقق. على سبيل المثال، تليف الكبد أو الكلى. تتناول هذه المقالة أحد هذه الحلول، وهو العلاج الطبي بالخلايا الجذعية.

ما هي الخلايا الجذعية؟ وما هي أنواعها؟

                                     صورة توضيحية لإنتاج الخلايا (متميزين) المختلفة من الخلية الأم (غير متميزة)


http://www.gulfkids.com

 

 في الثمانينيات، بدأت أبحاث الخلايا الجذعية في الظهور. الخلايا الجذعية هي خلايا غير متخصصة يمكن أن تصبح متخصصة. وتعني كلمة غير متخصصة لا تتعلق بأي نسيج أو عضو، بينما الخلايا المتخصصة مثل الجلد والكبد والقلب وخلايا الدم وما إلى ذلك. توجد الخلايا الجذعية في الجنين في مراحل النمو المبكرة، وهذا النوع يسمى الخلايا الجذعية الجنينية. بينما يأتي النوع الآخر من أعضاء شخص بالغ، ويسمى الخلايا الجذعية البالغة. وظيفة الخلايا الجذعية الجنينية هي نمو الجنين من خلال تمايز هذه الخلايا الأساسية لجميع الخلايا البشرية المختلفة. في حين أن وظيفة الخلايا الجذعية البالغة هي إصلاح الأنسجة التالفة عن طريق إنتاج خلايا جديدة مماثلة لخلايا الأعضاء التي تأتي منها. الأمر الذي ألهم الباحثين لإصلاح الأنسجة التالفة عن طريق إنتاج أنسجة جديدة زرع الخلايا الجذعية.

بعض النماذج للعلاج بالخلايا الجذعية:


http://www.gulfkids.com

 

 أول علاج طبي ناجح للخلايا الجذعية كان للأنسجة التالفة في نخاع العظم. كان إحدى التوأمين مصابا بمرض في الدم، بينما كان الآخر بصحة جيدة. تم نزع بعض من الخلايا الجذعية البالغة من نخاع عظم التوأم السليم، حيث يتم تكوين الدم، ثم زرع هذه الخلايا الجذعية في التوأم الآخر. وقد اثبتت العملية نجاحها بشفاء التوأم المريض. مثال آخر هو زرع الخلايا الجذعية البالغة في عضو البنكرياس لمريض السكري لإنتاج خلايا جديدة للبنكرياس تستطيع افراز الأنسولين مرة اخري. تم زرع الخلايا الجذعية الجنينية في العين لكبار السن الذين قد يصابون بالعمى بسبب مرض الضمور البقاعي. والتي بدورها كانت ناجحة أيضا، حيث هؤلاء الأشخاص أقروا أن بصرهم قد تحسن بعد الزرع. فإذا كان من الممكن علاج الأنسجة التالفة عن طريق تجديد خلايا جزء من العضو، فماذا عن إنتاج عضو جديد كامل وزرعه بدلاً من الأعضاء التالفة. زراعة الأعضاء هي عملية جراحية سريرية لاستبدال عضو تالف بعضو سليم آخر من متبرع. أي شخص متعرض لتليف الأعضاء أو تلف في انسجة العضو توقف وظيفته الحيوية وذلك قد يكون بسبب أي عدوى فيروسية أو بكتيرية أو حتى من خلال اتباع نظام غذائي سيء. لذلك، يتم إجراء جراحة زراعة الأعضاء عن طريق إعطاء عضو من شخص ميت بالفعل إلى المريض المحتضر على سبيل المثال. أو عن طريق متبرع متطوع بالعضو للمريض مما قد يؤثر بشكل سيء فيما بعد على الصحة العامة للمتبرع، وهي ليست عملية جراحية ناجحة دائمًا لأنها محفوفة بالمخاطر لأسباب عديدة. أحد الأسباب الهامة هو أن المتبرع لا يمكن أن يكون موجودًا دائمًا، وحتى إذا كان موجودًا، فيجب أن يكون قريبًا بدرجة كافية من المريض. سبب آخر يعتمد على السبب الأول هو أنه بعد الزرع يصف الأطباء الأدوية المثبطة للمناعة للمريض. في هذه الحالة، يمكن أن يموت المريض من الأنفلونزا الشائعة او أي مرض بسيط بسبب مناعته المنخفضة. يعطي الأطباء هذا الدواء لوقف عملية رفض العضو، وهي العملية التي يرفض فيها الجسم العضو المزروع، ويعامله الجهاز المناعي كعضو غريب ويبدأ في محاربته. لا يمكن تجاهل هذه الحالات، لأن النتائج ستكون مخيبة للآمال لأنها ستؤدي إلى وفاة المريض، وفقدان أعضاء المتبرع، إلى جانب التكاليف والجهود الباهظة التي لا طائل من ورائها. ولهذا رأي الباحثين أن قد تكون أبحاث الخلايا الجذعية وسيلة إنقاذ لحل هذه المعضلة، حيث يمكنها إزالة أو حتى تقليل هذه الحالات الخطرة. عن طريق تكوين عضو مستنسخ في المختبر من خلية جذعية بالغة لنفس العضو أو باستخدام خلية جذعية جنينية لتطوير أي عضو مطلوب.

 

 

مقارنة بين الخلايا الجذعية الجنينية والبالغة:

 https://arabicedition.nature.com                                                                                        

 

 


                                      

                                                       https://medicineinukraine.com 

                                                                             

على الرغم من البحث المكثف في هذا المجال، إلا أنه لا يزال السؤال من هو الأفضل للاستخدام، الخلايا الجذعية الجنينية أم البالغة؟ مزايا الخلايا الجذعية الجنينية المتمركزة في عملية الاستخراج غير مؤلمة كما حدث بالفعل في مختبرات التلقيح الاصطناعي. أيضًا، لديهم تنوع أكبر في علاج الأمراض المختلفة، حيث يمكن استخدامه كمادة خام أساسية لأي نوع من أنواع خلايا الأعضاء المختلفة. والتي تسمى متعددة القدرات، حيث يمكن أن تكون متخصصة في أي نوع من الخلايا. من ناحية أخرى، يعتبر استخراج الخلايا الجذعية البالغة مؤلمًا حيث يتم استخلاصها من الشخص البالغ وهو المريض. وبالتالي، فإن علاجه يقتصر على بعض الأمراض والأنسجة. في حين أن مساوئ الخلايا الجذعية الجنينية ترتبط بقضايا أخلاقية ودينية لأنها مستخرجة من الأجنة غير المستخدمة في معامل التخصيب. هذا يعتبر غير أخلاقي لان قتل جنين سيصبح إنسانًا يومًا ما ليعيش إنسانًا آخر عمل غير إنساني بالمرة! الجدال الدائم في هذه القضية هو قتل الأجنة وأخذ شيء بدون إذن المالك وفي هذه الحالة سيكون الجنين. البعض الاخر يزعم ان الجنين غير عاقل وتقع ملكيته للوالدين وهذا شي غير إنساني بشكل أكبر. لذلك، ليس لديهم موافقة قانونية على استخدامها. على العكس من ذلك، فإن الخلايا الجذعية البالغة أخلاقية تمامًا، ولها الموافقة القانونية على استخدامها كعلاج لأن هناك مالك بالغ يمكن أخذ أذن منه. بالرغم من كل هذه المنافع والجدال الدائم على استخدامها، يمكن أن تكون أبحاث الخلايا الجذعية محفوفة بالمخاطر. ذكرت بعض الحالات التي خضعت للعلاج بالخلايا الجذعية أنها أصيبت بالسرطان. عندما يتم حقن الخلايا الجذعية في جسم الإنسان، فإنها تنمو بسرعة كبيرة، مما يؤدي أحيانا إلى فقدان السيطرة على هذه النمو والإصابة بالأورام السرطانية. ليس ذلك فقط، بل حقن الخلايا الجذعية يمكن أن ينقل أي عدوى جرثومية للمريض مثل العدوى الفيروسية.

ولهذا تعد الخلايا الجذعية سلاحًا ذا حدين، حيث يمكن أن تكون ضارة ومفيدة في نفس الوقت. هذا هو السبب في أنه من المفضل استخدام الخلايا الجذعية البالغة، حتى لو كانت قادرة على علاج عدد محدود من الأمراض، فهي أكثر أمانًا وقابلة للتطبيق بشكل أكبر. لذلك يجب توجيه منظور البحث العلمي في العلاج بالخلايا الجذعية المستقبلي لزيادة هذا العدد من الأمراض التي يمكن علاجها بواسطتها وتقليل مخاطرها. في هذه الحالة فقط سيعتبر العلاج بالخلايا الجذعية سيكون معجزة فعلية في انقاذ حياة الناس دون تعريضهم للخطر.

Comments

Popular posts from this blog

أفضل خمس جامعات في ألمانيا

Why are researchers developing Low Immunogenic wheat?

Why cannot we clone viruses?